المسألة الثالثة: الشهادة مأخوذة من «شهد يشهد شهودًا وشهادة» إذا علم واعتقد بقلبه وأخبر بلسانه، ولا تكون الشهادة شهادة حتى يجتمع فيها هذه الثلاث: العلم والاعتقاد والإخبار.
قال الحسن ومجاهد وقتادة: يبرم في ليلة القدر في شهر رمضان كل أجل وعمل وخلق ورزق وما يكون في تلك السنة.
وقيل: مقتضى ذلك هُجران الشهوات والأخلاق الذميمة والخطايا وتركها ورفضها» اهـ والهجرة شرعًا: ترك ما لا يحبه الله ويرضاه والانتقال منه إلى ما يحبه ويرضاه.
قال القاضي عياض - رحمه الله -: «وكذلك نقطع على كفر من قال بتناسخ الأرواح وانتقالها أبد الآباد في الأشخاص، وتعذيبها أو تنعيمها فيها، بحسب زكائها وخبثها، وكذلك من أنكر البعث والحساب.
قال المؤلف رحمه الله: لا إله نافياً جميع ما يعبد من دون الله إلا الله، مثبتاً العبادة لله وحده وهذا يفيدنا أيها الإخوة أن التوحيد لا يحصل ولا يتم إلا بركنين: إثبات، ونفي، فالنفي هو : أنّ لا إله نفي لجميع ما يعبد من دون الله تعالى إلا الله وحده لا شريك له، وتأمل فيما ذكره الله عز وجل في كتابه من آيات التوحيد، تجد أنها سائرة على هذا النسق، فلا بد من ذكر نفي وإثبات، لأن بذلك يحصل كمال التوحيد.
الثالثُ: توحيدُ الأسماءِ والصفاتِ، وهُوَ إفرادُ اللَّهِ سبحانَهُ وتَعَالَى بما سَمَّى بهِ نَفْسَهُ، وَوَصَفَ بهِ نَفْسَهُ في كتابِهِ، أوْ على لسانِ رسولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وذلكَ بإثباتِ ما أَثْبَتَهُ، ونَفْيِ ما نَفَاهُ، منْ غيرِ تَحْرِيفٍ ولا تعطيلٍ، ومنْ غيرِ تَكْيِيفٍ ولا تَمْثِيلٍ.