وأول ما يسترعى الانتباهَ في ملابس النساء: أنَّها تميَّزت بالاحتشام، وهو ما لَفَت أنظار بعض الرحَّالة الأوربيِّين الذين زاروا القدس في ذلك العصر.
وينبغي أن نشيرَ إلى أنَّه كان هناك نوعٌ من الخِفاف تُحْدِث صوتًا عند المشي بها، ممَّا يلفت أنظارَ الرجال إلى المرأة، وكان هذا يُعدُّ من الأمور المنافية للآداب، التي تستوجِب تدخلَ المحتسب لمنْع النِّساء مِن ارتداء هذا النوع من الخفاف، وتحذير الأساكِفة من صُنْعه.
ومن ناحية أخرى: فقدِ استخدم كثيرٌ من النساء أنواعًا من الأساور لتزيين اليد، وكانت تلك الأساور زرقاءَ اللون، ومعلَّقًا بها حبَّات من اللؤلؤ بلغت أربعًا في إحداها، كما نلاحظ أنَّ لها أشكالاً مختلفة، فقد كان سوار إحدى النِّساء - والمذكور في الوثيقة رقم 124 - ذهبيًّا، وعلى هيئة العقرب، وسوار آخر على هيئة الدلو.
وهذا في طواف الركن ؛ وطواف الإفاضة ، وهو أخْطر طواف ، فإذا شَكَكْتَ فالأولى لك أن تُعيدَهُ ، إلا أنَّ هناك طريقًا يمكنك أن تسْتعملها كي تعرف عدد الطواف ، ولكن ليس أن تأخذ سُكَّرَة ولما تنْتهي من أكلها تدرك أنَّك طفْتَ سبْعاً!! وكان القماش المستعمل يختلف بحسب الحالة الاجتماعيَّة، فقد يكون قماشها مِن الحرير، أو القماش العادي، وتُحْشَى بالقطن، أو تحشَى بورق الموز، أو اللباد الأبيض، أمَّا ألوانها فكانتْ زرقاءَ أو بيضاء بكِيس أحمر أو زيتي، وأحيانًا تطرز بالحرير الأحمر أو الأبيض.
من ذلك: ما كان يُخيِّم على المنزل من كآبة عندما يعلم الرجل بأنَّ زوجته قد رُزِقت طفلة، فلا يعطيها أحدٌ الاهتمامَ، حتى تَكْبَر وتوشك أن تتزوَّج، فمنذ الطفولة تبدو البنات وكأنهنَّ سيِّدات صغيرات، فملابسهنَّ تشبه تمامًا ملابسَ أمهاتهنَّ، ولكنهنَّ يختلفنْ من حيث الحجم، كما تقع عليهنَّ كلُّ أعباء الحياة العائلية، فبمجرَّد أن تصبح البنت قادرةً على المشي والجري، فعليها أن تتعلَّمَ إحضار الماء من البئر، وأن تخبزَ، إلى جانب القيام بكلِّ أعباء المنزل.
وأوضح أن لهيئة الإغاثة الإسلامية مكانة في أنحاء العالم لما تقوم به من جهود مخلصة، واتجاهها للأوقاف والشراكات اتجاه يحسب لها، خصوصا أنها تعمل تحت رسالتنا الإسلامية في التكافل والتعاون وبذل الجهد لإغاثة أبناء الأمة، ليس طمعاً في شهرة أو سمعة حسنة.