.
وبذلك تتميز الشريعة الإسلامية عن الأديان الأخرىالمحرفة التي تعيش الآن على وجه الأرض ، فإنها زاخرة بالتناقضات التي تتعارض معصريح العقل السليم.
ويسمى الشك في بقاء الحالة السابقة التي من هذا القبيل ب «الشكفي المقتضي» ، لأن الشك في مدى اقتضاء النهار واستعداده للبقاء.
فالمسألة إذن لا علاقة لها بالتفضيل ونحوه وإنما تتعلق بالحقوق تقديما وتأخيرا.
ففييوم الجمعة نعلم بوجوب أحد الأمرين «صلاة الظهر أو صلاة الجمعة» ، ونشك في وجوبالظهر كما نشك في وجوب الجمعة ، والعلم بوجوب أحد الأمرين ـ بوصفه علما ـ يشملهمبدأ حجية العلم الّذي درسناه في بحث سابق ، فلا يسمح لنا العقل لأجل ذلك بتركالأمرين معا ـ الظهر والجمعة ـ ، لأننا لو تركناهما معا لخالفنا علمنا بوجوب أحدالأمرين ، والعلم حجة عقلا في جميع الأحوال سواء كان إجماليا أو تفصيليا.
وتبعهم المفسرون جعل المصاديق المتعددة مع وجود جامع قريب من مختلف المعنى مكثرين بذلك من المعاني غافلين عن الأصل الذي يرجع الكل إليه، فكان الأجدر بهم بذل الجهد في بيان الجامع القريب، والأصل الذي يتفرع منه حتى يصير بذلك علم اللغة أنفع مما هو عليه، ولذهب موضوع المشترك اللفظي وغيره من التفاصيل إلا في موارد نادرة.